المجموعة المغربية الأسطورية لمشاهب تنشط من جديد

من المنتظر ان تقوم المجموعة المغربية الأسطورية"لمشاهب" المجموعة التي خرجت من رحمها المجموعة الأسطورية الأخرى "ناس الغيوان"بحفل جديد في العاصمة الجزائر بدعوة وجهتها جمعية محبي مجموعة لمشاهب بالجزائر

وتتواصل إلى حدود كتابة هذه السطور، سلسلة اتصالات هاتفية بين الجمعية والرئيس المنتدب لمجموعة المشاهب، كسرى صلاح الدين، الذي صرح أنه لم يجر لحد الساعة أي اتفاق رسمي مع الجهات المسؤولة في الجزائر، مؤكدا أن المجموعة قبلت الدعوة بصدر رحب، وأن أفرادها يرونها فرصة لتوطيد أواصر المحبة والأخوة بين الشعبين.
سطع نجم مجوعة المشاهب في أوائل السبعينيات، مقترنا برموز ظلت راسخة في تاريخ وأرشيف الأغنية المغربية، كالشريف لمراني عازف القيثارة، ومايسترو آلة المندولين، ومحمد السوسدي وأدائه القوي، ومحمد باطما صاحب البحة الشهيرة الطروبة، ومحمد الشادلي، وحمادي وغيرهم من الذين جمعوا بين العصرنة والتراث المغربي، فأبدعوا عدة روائع بكل تفان وصدق،
مثل رائعة 'أجي نتسالموا'، ورائعة 'دابا تشوف'، ورائعة 'بغيت بلادي'.غيرها من القطع الشهيرة، مكرسين وقتهم في رقي الأغنية الشعبية والوطنية، بمعية المجموعات الغنائية التي تأسست في ما بعد مثل مجموعة جيل جيلالة، ومجموعة ناس الغيوان، فكانوا بذلك صوت المستضعفين، وجمعوا بين العصرنة والتراث المغربي والقضايا العربية
وفي سنة 1973، انطلقت بداية المجموعة التي راهنت على قضايا كبرى للإنسان المغربي، مجسدة أحلامه الكبيرة والصغيرة، كما آلامه وآماله، ومعاناته في كلمات تقطر ألما عميقا، إذ أن إبداع المشاهب عنوان لحالة ولزمن مغربيين
أزيد من ثلاثة عقود هو عمر المجموعة الفعلي، شهد مخاضاتها ونجاحاتها رغم المثبطات التي عرفتها المجموعة في تاريخ نضالها الغنائي، مجموعة المشاهب، حاملة مسلسلات المعاناة والنجاح، حظت خلالها بإعجاب ورضى الجمهورين، المغربي والعربي، فعبرت مجموعة المشاهب عن آلام الإنسان، مستحضرة جل قارات العالم، إذ غنت لوطنهم الأم العالميةالمغرب، وغيرها من القضايا الإنسانية وللقضية الفلسطينية، وللبنان
وصرح كسرى صلاح الدين أن أغاني مجموعة المشاهب صالحة لكل زمان ومكان، ولكل جيل، وأضاف أن حصيلة المجموعة بعد مرور ما ينيف عن ثلاثين سنة، جد إيجابية، وبرر صلاح الدين هذا التطور، بالإلتفاتة الملكية السامية، وعنايته الشاملة للمشاهب، وأوضح كسرى أن الرعاية المولوية أذكت في المجموعة روح الاستمرارية والعطاء
وفسر كسرى سر انطلاق المجموعة من مدينة الدار البيضاء، كون هذه الأخيرة كانت منبعا للظاهرة الغيوانية، وبالتالي انطلقت عدة مجموعات من البيضاء، كـ 'جيل جيلالة'، ومجموعة 'تكادة'، و'ناس الغيوان' وأضاف أن شريف لمراني ومحمد البختي التقيا في مدينة نفسها، والتحقت في ما بعد بالمجموعة سعيدة بيروك، ومحمد باطما، مشكلين بذلك روباعي متميز
وقال كسرى إن جمهور لمشاهب هو جمهور واسع وعريض، ويشمل جل الشرائح العمرية، معللا بذلك كون مقطوعات المجموعة استهدفت جميع الطبقات المجتمعية المغربية
ونوه صلاح الدين بالاستقبال المشرف الذي لقيته المجموعة بالجماهيرية العربية الليبية، من طرف الجالية المغربية المقيمة هناك، وأيضا من الجمهور الليبي الحاضر، إذ أحيت المشاهب ليالي من التراث المغربي الشعبي، رفقة مجموعة 'أولاد بنعكيدة' للأغاني الشعبية بعدة مدن ليبية بدعوة من وزارة الثقافة الليبية
وطالب صلاح الدين المجموعات الشبابية الغنائية الجديدة، التي ظهرت أخيرا، بإعطاء الكلمة المغربية والزجل حقهما، لإعطاء الأغنية المغربية طابع الآصالة والمعاصرة، مؤكدا كون أغاني 'الراب'، و الهيب هوب، و'الفيزيون وغيرها من الأغاني الحديثة، هي ظاهرة محمودة ويجب أن تستغل أحسن '
استغلال، عن طريق العمل الجيد، والاهتمام بالكلمة المغربية الأصيلة.